تالخاتمت ورمزيتها في الثقافة الامازيغية
بقلم ابراهيم صريح
الخاتم أو تلخاتمت ليست مجرد أكسسوار للتزين والتباهي والتجمل، لقد كانت لها حمولة ثقافية ودلالة رمزية وقدسية عبر الزمن في مختلف والحضارات والثقافات في العالم فهي رمز الحب وعربون الوفاء والشاهد على العهد والوعد بين المتحابين.
لقد تجاوزت قيمتها الروحية والمعنوية قيمتها المادية وهذا ما منحها قيمة عبر التاريخ.
وفي الثقافة الامازيغية نجد تالختمت حاضرة في وجدان الانسان الامازيغي وفي حياته بصفة عامة، ولكننا في هذا المقام سنتحدث عن تالختمت باعتبارها رمزا للحب وعربونا للوفاء، فقد كان العشاق قديما يتبادلون “الخواتم” ويضمن احدهما صداقة الاخر بالخاتم، فعندما تمنحك احدى الفتيات خاتما فذلك يدل على انك نلت ثقتها ومحبتها فيبادلها العاشق نفس الاحساس فيضع في اصبعها خاتما هو ايضا.
ولابد ان نشير هنا الى ان الخاتم لا يهم ام يكون من ذهب او فضة او نحاس او قصدير بقد ما تهم دلالته الرمزية.
لقد كان الخاتم / الهدية من يد المحبوبة لا يقدر بثمن ولا تعادله هدية أخرى، مما يفرض على العاشق الحرص عليه وعدم ضياعه، إذ أن تضييعه يعتبر استهتارا بالصداقة واستصغارا للمعشوقة صاحبة هذا الخاتم وإعلانا عن فسخ هذه الصداقة.
إن مكانة تالختمت تظهر أكثر في الشعر الامازيغي، اذ تغنى بها الشعراء في مختلف المحافل، فمن الاهازيج التي ترددها النساء يوم زفاف العروس:
تالختمت نوضاضي اح اربي مانكا تزبا ولي تييويني
نفرحام اوكان أتلخاتمتي انيد أضاضد أمي تصاحاتي
وفي هذا المقطع نلاحظ ان الشاعر الامازيغي يشبه العروس بتالختمت وذلك دلالة على منزلتها الكبيرة وقيمتها العظيمة، خصوصا عندما تكون في يد من يستحقها.
وقد أفرد الشاعر مولاي علي شوهاد قصيدة لتالختمت، ومما جاء فيها:
اخاتالختمـــــت ترزيت أوراكنت نلوح
اخام أوركين أيضوضان نسكم سوفوس
أورا تالخاتمت تمزييت أكنت اتو يان
تفلتن لاطر خضوضان سار أو راتيفاغ
قد يرى بعض شبابنا اليوم أننا قد نبالغ في هذه القيمة التي منحناها لتالختمت وأنها لا تستحق كل هذا الاهتمام، لهؤلاء أقول اسألوا من يكبركم سنا فلا شك أن كل واحد منهم له حكاية وذكرى مع تالختمت، بل منهم من سيحتفظ بها ليتذكر ذلك الزمن الجميل.
أما اليوم فقدت صارت تالختمت مجرد معدن في أيدي النساء والرجال بعيدا عن تلك المكانة التي احتلها قديما، كما صارت قيمة مادية أكثر منها قيمة معنوية.