ذكريات في اميكرز بوابة ايت عبد الله
اميكرز هذه القرية الصغيرة الوديعة بوابة ايت عبد الله من الجهة الجنوبية ، قرية كل ما فيها هادئ هدوء نسائم الربيع ، لاصخب ولا ضوضاء ولا فوضى ،كطبيعة أهلها الطيبون ....
إن أجمل اللحظات وأروع الذكريات في هذه القرية الجميلة تعود إلى بداية الثمانينات وبالتحديد مع مناسبة المعروف سيدي عيسى ، لقد كانت هذه المناسبة ذات أهمية كبيرة في تلك الفترة وكان الاميكرزيون يحرصون على الحضور بكثافة لهذه المناسبة ، وأكاد اجزم أن تلك الفترة هي الفترة الذهبية الزاهرة لهذه القرية ..
ولن أنسى كما لن ينسى ايت اميكرز تلك المقابلة التاريخية في كرة القدم بين الأشقاء الامزوريين والاميكرزيين التي فاز فيها
" ادخالي" ، فهذه المقابلة تؤرخ لهذه الفترة الزاهية لاميكرز .
حين يقترب المساء من يوم المعروف الكل يتاهب للتوجه إلى اميكرز من الامزوريين وال وغنغين وال اساكا وغيرهم ، كانت أجواء رائعة قل نظيرها الآن ،فهذه تيمزكيد اميكرز تعج بالحركة والحيوية والنشاط ، الضيوف من مختلف المناطق ، والنساء بدورهن أضفن لهذا المشهد روعة وبهاء وجمالا إذ شكلن حلقات بباب تيمزكيد ليتبركن هن أيضا ببركة المعروف .
شباب اميكرز كرجل واحد كلهم حيوية ونشاط يتعاونون من اجل إنجاح هذا الموسم وهذا الملتقى السنوي .
كم كان لذيذا ذلك الطعام رغم بساطته كم كانت شهية رائحة "الدواز" و"أغروم نتفارنوت " و"ليقامت وسيف".....
الكل انتهى من تناول وجبة العشاء" المعروف " ، وحان وقت "تادلالت" لقد كانت لحظة فريدة ومتميزة ينتظرها الجميع لما فيها من إثارة وتشويق وضحك ومنافسة شريفة بين شباب امكرز فينادي الدلال "باب الله"فيحمى الوطيس ويشتد الحماس، فتتعالى الأصوات ويصل سعر "الحباقت " 200 درهم ...
لم تكن تهم النقود في ذلك اليوم ولا في ذلك الزمن ولا في ذلك المكان المهم المتعة والفرجة ....انها البركة ..
انتهت كل المراسم والطقوس وجاء وقت السهرة الفنية التي ينتظرها الكل ، انها سهرة أحواش ، أسرير اميكرز كأنه مسرح في الهواء الطلق كل واحد اخذ مكانه ، وتبدأ دقات "تلونت " وترتفع "تاغريت " و "لعياط " وتوزع كؤوس الشاي وهنريس واللوز...
إنها لحظات قل أن يجود بها الزمن ، وقواميس اللغات لا تستطيع أن تنقل بصدق ذلك الإحساس الغريب الذي كان ينتابنا في تلك اللحظة...
لقد شهد أسرير اميكرز اروع سهرات احواش كسهرة "ايت ايسافن " وسهرة "اسمكان " وغيرها من السهرات التي لازال صداها يتردد في آذاننا ومسامعنا .
كثيرة هي الذكريات التي عشتها في اميكرز قرية" أخوالي " وما كتبته اليوم ما هو إلا نقطة من بحر الحب والتقدير والاحترام الذي أكنه لهذه القرية الجميلة ولرجالها العظام ."ادخالي"
بقلم ابراهيم صريح
مع الحب والتقدير لكل اخوالي ايت اميكرز