طقوس وعادات يوم العيد في " تامازيرت"
يوم العيد في تامازيرت يختلف عن سائر الأيام الأخرى ، كما يختلف عن العيد في أي منطقة أخرى ، انك تحس بالمعنى الحقيقي للعيد وتعيش ذ كريات حقيقية قل أن تعيشها في منطقة أخرى .
فالجو في تامازيرت له طعم خاص والشمس لها لون خاص والسماء في غاية الصفاء كان ذلك اليوم يوم من أيام الجنة .
في هذا اليوم يستيقظ الناس باكرا فترى الدخان يعلو المنازل الناس يهيئون فطور العيد ، كانت "الشعرية" و"السفنج "من الأطعمة التي نشتاق إليها يوم العيد ومن الأطباق الأساسية في هذا اليوم ، وبعد الفطور نلبس ملابسنا البيضاء التي كنا قدهيئناها بالامس ونتعطر ونتوجه للمصلى ، هناك اصطف الناس يبتهلون ويسبحون الله في جو يملاه الخشوع والسكينة ، جميع الوجوه مألوفة ومعروفة ، إنهم ابناء القرية الواحدة أتوا من مدن مختلفة من اجل هذه المناسبة.
"سبحان الله والحمد لله ولا الاه الا الله والله اكبر ولله الحمد على ما هدانا اللهم اجعلنا لك من الشاكرين "
انه الدعاء التقليدي الذي يردده الجميع في المصلى والذي حفظناه والفناه منذ الصغر ورددناه ونحن كبار .
هناك على تلك الربوة بالقرب من المصلى مجموعة من النساء جئن ليحضرن صلاة العيد ويشاركن الرجال الدعاء.
لقد حضر الجميع فيقوم احد أعيان الدوار للتأكد من ذلك حتى لا يحرم احد من اجر صلاة العيد ، فتقام الصلاة وتتلى الخطبة ، وبعدها تأتي لحظة من أهم لحظات هذا اليوم انها لحظة التسامح والتغافر والتي تتم بشكل عجيب ودقيق ومدروس بحيث يتصافح الجميع فيما بينهم دون استثناء فيصطف الكبار على شكل دائرة يليهم الشباب فالصغار، فتبدأ العملية الواحد تلو الآخر بدء بالصغار إلى أخر واحد في الكبار ، وربما يكون احد مخاصما للأخر الا ان هذه العملية الدقيقة تجعله يسلم عليه ويتصافح معه ويتغافر رغم انفه .
انه العرف و قانون القرية الذي الذي يرفض التفرقة والخصومة ويدعو للتسامح .
انتهت مراسيم الصلاة الجميع يتوجه إلى مسجد القرية في جو رباني روحاني مرددين " اغفر لنا ذنوبنا يا واسع المغفرة " مارين عبر دروب القرية والنساء قد اصطفن على جنبات الطريق يراقبن المصلين ، انه منظر رائع حيث يلتحم الجميع في هذا اليوم المشهود ، لايمكن ان تعيش مثله في المدينة .
يصل الموكب الى المسجد فيقوم الإمام بالدعاء للجميع ويتفرق الناس كل إلى بيته ليقاسم أهله فرحة العيد .
وفي المساء يبدأ طقس اخر من طقوس العيد ، إذ يجتمع أهل القرية كل مع أقربائه " أفوس نس " فهؤلاء ايت الشرع و هؤلاء ايت امحمد وهؤلاء ايت بلا وهؤلاء ايت بنداود ، يحددون مكانا معينا يجتمعون فيه ، كل واحد يأتي بوجبته التي هيأها في بيته " كسكس ـ طجين " كما يجلب معه
" تربيعت وتاي " علبة الشاي والسكر ،انه التضامن في أروع تجلياته ، انه صلة الرحم بالمعنى الحقيقي الذي بدأ يندثر شيئا فشيئا .
ويحل المساء ويختم هذا اليوم بأمسية فنية محلية " احواش" وبذلك ينتهي العيد كما ينتهي كل شيء جميل في هذه الحياة ويضرب الجميع موعدا في العام القادم إنشاء الله .
بقلم ابراهيم صريح
ماسة 04/11/2011