حتى لا ننسى هويتنا وثقافتنا ....
بقلم ابراهيم صريح
حين نتنكر لهويتنا وتاريخنا فإننا نحكم على أنفسنا بالموت وعلى أولادنا بالضياع ، وعلى تراثنا و حضارتنا بالنسيان و التهميش .
إن كل أمة لا تهتم بماضيها ولا تستلهم منه الدروس والعبر هي أمة متخلفة ماضيها ضائع ومستقبلها مجهول.
إن التعالي والترفع والاستكبار عن تراث الآباء والأجداد وازدرائه واحتقاره هو ضرب من الجنون والعبث وتنكر للأصل وتجاهل للماضي الذي هو أساس بناء المستقبل.
إن كل تربية لا تأخذ بالاعتبار التوابث والقيم والمبادئ الأساسية للأمة هي لا محالة تربية فاشلة لا تنتج إلا جيلا بلا هوية ولا تاريخ ولا ماضي ولا مستقبل.
قد يعتقد البعض إن التقاليد والعادات والتراث قيود تعرقل التقدم فيسعى جاهدا للانسلاخ عنها والانفتاح على عادات الغير ، فيصير كالغراب الذي ينعق بما لا يفهم ويحاول تقليد الطاوس في حركاته فيفقد حركاته ولم يقلد الطاوس ، وهذا عين ما يقع لكثير من شبابنا المنبهرين بحضارة الغرب وثقافته المستهزئين بحضارتهم وثقافتهم ، ولابد أنهم سيكتشفون زيف تلك الحضارة و أنها كالسراب الذي يخدع الظمآن فيحسبه ماء وهو ليس كذلك.
فلنربي أبناءنا على حب ثقافتهم ولنجعلهم يعتزون بها ويفتخرون ولنحدثهم عن ماضيهم وأجدادهم وبطولاتهم وملاحمهم ، وذلك هو السبيل الوحيد لرد الاعتبار للثقافة والتراث .