" تكصاد"
عقدة الخوف عند الطفل وأثرها في تكوين شخصيته
لاشك أن للخوف تأثيرات سلبية على الإنسان وخصوصا الطفل مما يولد لديه عقدا يمكن أن تؤثر على كل جوانب حياته فيتربى فيه الانطواء والانعزال وتظهر فيه روح العدائية والانتقام ، وهذا ما يظهر في بعض سلوكاته العدوانية اتجاه زملائه .
وبالرجوع الى البيئة التي يتربى فيها الطفل الامازيغي نلاحظ أن الآباء في تربيتهم ، ومن حيث لا يشعرون ، يزرعون الخوف في نفوس أبنائهم وذلك من خلال سرد بعض القصص المرعبة مثل حكايات " تاغزنت " و "بوتغيولت" و "أوشن " و " بوخو " و "الجنون " و "تاكمارت أوعمار "وغيرها ، وذلك بهدف منعهم من القيام بأمور ممنوعة ، أو بهدف إركاعهم وإجبارهم على الخضوع والاستجابة للأوامر والامتناع عن النواهي ، ولكنهم يجهلون أنهم بتصرفاتهم تلك إنما يضرون أبناءهم أكثر مما يصلحون .
ومن الأخطاء كذلك قيام بعض الآباء والإخوة الكبار برواية بعض هذه الحكايات في حضور الإخوة الصغار مما يجعلهم يتأثرون بها و يخافون .
إن مثل هذه القصص تجعل الأطفال يخافون من أدنى حركة ومن أبسط الأشياء ، فيخشون الظلام والفراغ ويهابون الظل ، فتتهيأ لهم أشياء غير حقيقية ، ويتخيلون أمورا خرافية ، فينشؤون ضعاف الشخصية قليلي التجربة لا يعتمد عليهم ولا يضرب لهم حساب .
وللأسف أن هذا النموذج في التربية لازال حاضرا في مجتمعنا بالرغم من التطور والتقدم الذي عرفته البشرية وبالرغم من النداءات التي يوجهها علماء التربية بضرورة التخلص من هذه الأساليب السلبية القديمة والمتجاوزة واستبدالها بطرق فعالة تعتمد الحوار والانفتاح والإقناع وتنبذ العنف والتخويف والترهيب .
بقلم ابراهيم صريح