الآلات والأدوات التقليدية الامازيغية
3 ـ "تاكشولت "
من الادوات القديمة التي استعملها الانسان الامازيغي "تاكشولت " أو "الشكوة دلبن " وهي اناء من جلد يدبغ ويهيءبطريقة خاصة حتى يصبح جاهزا لاداء وظيفته
لتاكشولت مكانة مهمة في البيت الامازيغي لانها مصدر الخير وعنوان السخاء انها تجود كل يوم باللبن والزبدة ، لا تشكو ولا تمل ، عطاؤها مستمر وفضلها ظاهر غير مستتر ، وقديما كانت " لتاكشولت " المكانة السامية والمقام الرفيع فلم يكن يملكها الا الاعيان وعلية القوم ،وكانت بمثابة مركز اللبن او تعاونية تزود سكان القرية بمادة اللبن الذي كان اساسيا في الوجبات الرئيسية خصوصا الكسكس و"تاكلا " وابريين ".
ولإعداد اللبن طقوس خاصة وطريقة متميزة فبعد حلب الحليب وتركه يتريب في "تيكينت " يؤخذ ويوضع في "تاكشولت " وتبدأ النساء في عملية المخض وهن يرددن اهازيج شعبية ، وبعد مدة يصح الحليب لبنا وتصبح الزبدة جاهزة .
كان " لتاكشولت "مكان خاص ب
ها في البيت وغالبا ما يكون قريبا من " انوال " ويفضل ان يكون ذلك المكان مهويا وباردا لتحتفظ بطراوة اللبن وجودته .
لم تكن " تاكشولت" قبلة البشر فقط بل إنها قبلة الذباب أيضا فكانت تحوم حولها الملايين ،فحين تمر بجانبها يهزك طنين الذباب وكأنه صوت الطائرات الحربية إلا أن ذلك لا ينقص من قيمتها شيء .
كانت "تاكشولت" ثلاجة طبيعية للبن وخزانا صحيا لايخشى منه شيئا ،كما كانت عنوان التكافل والتضامن والتعاون فيكفي أن تحمل إناء وتدق أي باب في القرية حتى تحصل على مبتغاك .
وكانت المرأة في البادية تضيف بعض الماء للبن حتى تستطيع ان ترضي ذلك العدد الكبير من الزبناء الذين يقصدونها ولا تريد أن ترد أحدا .
اختفت " تاكشولت " من باديتنا كما اختفى كل جميل واختفت معها الكثير من القيم الأصيلة وصارت من الذكريات ومن التراث .
اننا لن ننسى " تاكشولت " ولن ننسى "سكسو دوغو "الذي به صرنا اليوم رجالا ونساء ، انها ملاذنا حين يشتد بنا الجوع وتفتك بنا جيوشه .
بقلم ابراهيم صريح