البعد السياسي في شعر
مجموعة ارشاش
قصيدة أكساب نموذجا
بقلم الاستاذ ابراهيم صريح
يحتل البعد السياسي حيزا مها في اشعار مجموعة ارشاش ،إذ تتناول قضايا سياسية حساسة بالتصريح المباشر أحيانا وبالتلميح تارة أخرى ،وهذا هو اللون الفني الذي اشتهرت به المجوعة منذ ظهورها في الثمانينات ،بل هذا ما أكسبها شهرة ومنحها حب الآلاف من محبي الشعر الامازيغي .
إن ظهور مجموعة أرشاش جاء في الوقت الذي كان المجتمع يعيش احتقانا اجتماعيا وسياسيا خطيرا حيث تفاقمت المشاكل الاجتماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فجاءت صرخة مولاي علي شوهاد مدوية في وجه الظلم والطغيان ومعرية لذلك الواقع المرير وواقفة في صف الفقراء والمحرومين والمستضعفين .
ولايمكن أن نغفل مدى تأثر مجموعة أرشاش بالظاهرة الغيوانية وتزنزارت وغيرها من موجات الاحتجاجات والأشكال الفنية الثورية في العالم .
وأمامنا اليوم نموذج للقصائد ذات البعد السياسي والنفحة الاجتماعية وهي قصيدة (أكساب ) والتي سنحاول أن نقوم بفك بعض رموزها وفهم
أبعادها .
قصيدة اكساب
مجموعة أرشاش
ازمارن افسمغاي وكال الغلات
اكروان زودنكي دهراي نشا تكات
ياك ايدرار المعيشت اسمغين الموت
اسوك أمغار تسمغيت ماسييتنقات
نفي فودرار المعيشت مكلي وطوف
ميشان نكسا كيسن سالعاقل أرنسمستاي
الوحانح ربي خكينس أونشك نقمشيش
اخلقانح ربي دالعاقل ارنقاي اوال
اكساب غيلي كي تريت أركلان
تضوت اتريت كتوبر حرا يكشم قنضاس
والصيف انحاشا تاضوت مافيي تنخلت
اكاتين أكساب اسار لي كسان
ميش اسكراياد اكا الما خكروان
إن أول ما يستوقفنا في هذه القصيدة عنوانها أكساب وهو يرمز للمسئول أي مسئول ؟
لكل واحد منا الحرية في فهم من هو المسئول ، فربما قد يكون رب العمل ورئيس الشركة وقد يكون الرئيس المباشر في الإدارة وقد يكون ......
ثم يقول الشاعر :
ازمارن افسمغاي وكال الغلات
اكروان زودنكي دهراي نشا تكات
يبدا الشاعر قصيدته بهذه الحقيقة المؤلمة ومعناها :
إن الأرض تهيئ خيراتها (لازمارن) أي الكباش السمينة وهي كناية عن أصحاب النفوذ والأموال والمسئولين وذوي البطون الكبيرة ، أما الخرفان الصغيرة والنعاج فليس لهم حظ من خيرات الارض .
ياك ايدرار المعيشت اسمغين الموت
اسوك أمغار تسمغيت ماسييتنقات
نفي فودرار المعيشت مكلي وطوف
ميشان نكسا كيسن سالعاقل أرنسمستاي
الوحانح ربي خكينس أونشك نقمشيش
اخلقانح ربي دالعاقل ارنقاي اوال
وفي هذا المقطع يصور لنا الشاعر ببراعة حال الفقراء والمستضعفين ،إذ ليس لهم في هذه الدنيا ما يفرحهم بل إن الظروف كلها ضدهم وتتآمر عليهم ، وفي تشبيه رائع يشبه الشاعر المستضعفين بأطوف وهي نوع من النمل إشارة إلى كثرتهم ، كما يشبههم بأقبح صفة ( أونشك قمشيش) أي بحجم (البق ) إشارة إلى نظرة الاحتقار التي ينظر بها الأغنياء إلى الفقراء.
لكن رغم كل هذا فان هؤلاء المستضعفين منحهم الله تعالى عقلا يفكرون به ويميزون .
ميشان نكسا كيسن سالعاقل أرنسمستاي
اخلقانح ربي دالعاقل ارنقاي اوال
وفي هذا المقطع يصور لنا الشاعر ببراعة حال الفقراء والمستضعفين ،إذ ليس لهم في هذه الدنيا ما يفرحهم بل إن الظروف كلها ضدهم وتتآمر عليهم ، وفي تشبيه رائع يشبه الشاعر المستضعفين بأطوف وهي نوع من النمل إشارة إلى كثرتهم ، كما يشبههم بأقبح صفة ( أونشك قمشيش) أي بحجم (البق ) إشارة إلى نظرة الاحتقار التي ينظر بها الأغنياء إلى الفقراء.
لكن رغم كل هذا فان هؤلاء المستضعفين منحهم الله تعالى عقلا يفكرون به ويميزون .
ميشان نكسا كيسن سالعاقل أرنسمستاي
اخلقانح ربي دالعاقل ارنقاي اوال
واذا انتقلنا الى مقطع آخر نلاحظ اللهجة التصعيدية عند الشاعر والنبرة الحادة اتجاه هؤلاء الارستقراطيين والانتهازيين ممن يسلبون حقوق الضعفاء ويمتصون دماءهم وياكلون خيراتهم :
اكساب غيلي كي تريت أركلان
تضوت اتريت كتوبر حرا يكشم قنضاس
والصيف انحاشا تاضوت مافيي تنخلت
ان في هذا المقطع تجسيد لأبشع صور الاستغلال ،فالانتهازي يستغل الظروف لقضاء أغراضه ولايهمه الآخرون ،فراعي الغنم هذا مثلا يردالصوف من غنمه في وقت البرد وهي محتاجة إليه ،فأين كان في الصيف لما كان الحر يقتلها ؟
اكاتين أكساب اسار لي كسان
ميش اسكراياد اكا الما خكروان
ويختم الشاعر قصيدته ببيتين رائعين ،فذلك الراعي الذي كانت مهمته الرعي والمراقبة والمسؤولية أصبح اليوم يساق وفقد كل مسؤولية بل أصبح واحدا من صغار الخرفان التي لاحول لها ولا قوة .