البعد النفسي والاجتماعي والفني
لعادة ''أدال ''في أحواش البنات
من العادات اللافتة في أحواش ببعض مناطق سوس ''أدال '' وهو ذلك الغطاء الذي تضعه الفتيات على رؤوسهن أثناء أداء رقصة أحواش ، وقد يتساءل البعض عن سر وجود هذه الظاهرة بقبيلة ايت عبد الله وبعض مناطق أملن وادا وكنظيف وغيابها في مناطق أخرى كابركاك واسافن وغيرها ،ولعل المولوع بهذا الفن يتساءل عن ماهية هذا الغطاء و الجدوى منه ، فالبعض يرى انه يعرقل أداء الرقصة ،في حين يرى البعض الآخر إنه يحجب عنهم رؤية وجوه الفتيات ويمنع من التعرف عليهن ويرى فريق آخر انه آن الأوان للتخلص من هذه العادة البائدة وعلى العكس من ذلك يراه البعض ضروريا بالنظر للطابع المحافظ للمنطقة ....
المهم أن لكل واحد تساؤلاته المشروعة ودورنا في هذا المقال ليس أن نرد على هذه التساؤلات ولكن أن نحاول قراءة هذه الظاهرة في بعدها النفسي والاجتماعي والفني.
فمن الناحية النفسية فلولا هذا الخمار لن تتمكن الفتيات من الوقوف أمام المئات من الرجال ومخاطبتهم والرقص أمامهم والنظر إليهم، وقد يكون منهم الأب والأخ والعم والخال.... فهذا الحجاب يمكنهن من تجاوز حاجز الخجل والخوف والتردد ويمنحهن الشجاعة والقدرة على التعبير بحرية وطلاقة ...
أما من الناحية الاجتماعية فهذا الغطاء رمز للوحدة فكل الفتيات يظهرن وكأنهن جسد واحد و المتفرج لا يميز هذه عن تلك فتزول الفوارق وتنمحي الاختلافات.
أما من الناحية الفنية فلهذا الغطاء دور أساسي وهام فهو يمكن الشاعرات من التعبير عن أفكارهن وأرائهن بحرية وجرأة كما يمكنهن من التحاور والتشاور بينهن أثناء الرقصة فيما يتعلق بالألحان والكلمات ونوع الرقصات ....
أضف إلى ذلك أن هذا الغطاء يرمز للعفة والطهر والحياء الذي طالما اتسمت به الفتاة السوسية منذ القدم .
بقلم ابراهيم صريح
في ماسة 30/09/2011