بقلم ابراهيم صريح اشتهر الرجل الامازيغي بتقلد “الكميت “فرافقته في كل مراحل حياته فكانت عنوان رجولته ورمز شهامته و أصالته ونخوته . وتتعد المناسبات التي يتقلد فيها الامازيغي كميته كالأعراس والاحتفالات الرسمية و انموكارن وغيرها ، والكميت من صنف الخناجر والسيوف التي اشتهر بها الإنسان قديما ويحملها خصوصا في سفره وتنقلاته للد فاع نفسه من اللصوص والحيوانات وغيرها ، الا انه مع تطور الحياة واستتباب الأمن والسلام صارت الكميت رمزا من رموز الحضارة والتراث وعنوان القوة والشرف . وتتعدد أنواع و أشكال وألوان الكميت كما تتعدد المواد التي تصنع منها ، ولكن أفضلها ما كان مصنوعا من الفضة ، ويكون مربوطا بمجدول من حرير او قطن . ولا يكاد يخلو بيت من بيوت سوس من الكميت وتتوارثها الأجيال وينقلها الآباء والأجداد للأحفاد . ولكن اليوم بدأنا نفتقد هذه التحفة الرائعة ، وقل أن نراها في تقاليدنا وعاداتنا باستثناء بعض الأعراس لأسر تحتفظ على تراثها . و الخطير في الأمر وما تجب الإشارة اليه بل التاكيد عليه هو ما يقوم به بعض الناس الذين يقدمون على بيع هذه التحف النادرة لتجار المتاحف والبازارات بأثمنة هزيلة لا توازي قيمتها التاريخية والحضارية . فلا يجب ان يدفعنا الفقر او الحاجة الى التفكير في التفريط في تراثنا والى بيعه لمن لا يعرف قيمته ولا يقدر وزنه ، فل نحافظ على كل قطعة من تراثنا التي نشم فيها رائحة أجدادنا وعبق تاريخنا .