أماكن وذكريات
يوم في "سبت نايت عبد الله"
من الأيام الجميلة في "تامازيرت" ومن الذكريات الرائعة التي يحتفظ بها كل واحد منا ذكريات "السوق نايت عبد الله " فكل واحد منا له ذكرى خاصة مع هذا السوق ومع مكان من أمكنته الجميلة ، وسنحاول في هذا البحث انشاء الله أن نجعلكم تعيشون بعض اللحظات من هذه الذكريات الرائعة.
1-
الوصول الى السوق والفطور:
يعتبر يوم السبت عند أهل ايت عبد الله يوما متميزا ، فهو يوم السوق الأسبوعي الذي ينتظره الجميع صغارا وكبارا للذهاب إلى السوق لاقتناء الحاجيات والأغراض الشخصية والالتقاء بالأهل والأصحاب.
كم كنا نتشوق ونحن صغار ليوم السبت انه يوم عيد بالنسبة لنا حيث سنذهب عند "علي ابيضار" أو "بلا نطو" لشراء "حلوة الماكنا" أو "تزقورت" لاصطياد "اكضاض" أو "انزيضن" او نتلذذ "بموندا "عند " سي عبلا اوتيتكي"..
إن أول واهم شيء عند الوصول إلى السوق "البراد وتاي" عند "بلمعلم" أو في مقهى "بلمدني" أو "دابلال"..
ما أروع طقوس الشاي في مقهى "بلمعلم" في تلك البيوت البسيطة جدا وعلى" أكرتيل" ورائحة الطواجن تفتح الشهية وضحكات الناس تملأ أرجاء المكان ...
كان "دامحمد" رحمه الله المعروف بابن الراهب ،يعطي لمطعمه احتراما وتقديرا كيف لا وهو طباخ القبيلة كلها ...
أما عند "بلمدني" فالشاي له طعم خاص حيث يتحفك "داحماد بلمدني" بأحاديثه الطريفة وقصصه الغريبة ...
في جو يطغى عليه ضجيج أصحاب "البيار" ،كم استمتعنا بتلك اللعبة الجميلة ولكن لم نكن نخرج منها إلا وقد اتسخت ملابسنا وأيدينا "بلاكريس" و ضيعنا كل ما لدينا من الريالات ...
كان "بلمدني" دائما يشتكي من أطفال أيتومزاور الذين كانوا يزعجونه ويقلقونه ودائما يقول أصعاتنكي أيايتومزاور)...
وفي مقهى "دابلال" التي كانت أكثر شعبية ورواجا في زمن "دابلال" رحمه الله، كان الجو مختلفا حيث كانت شخصية "دابلال" تزيد المكان قدسية وهيبة وطرافة وكانت "تلخشا ندا بلال" لها طعم خاص ومتميز ولذيذ...
وهناك من يفضل تناول الفطور في دكانه أو تحت شجرة وغالبا ما يكون بالخبز والسردين والشاي...
ومن الدكاكين الأكثر شهرة وارتيادا من قبل الكثيرين خوصا وقت الفطور دكان "الحاج حماد بن داود" الذي يتميز بشعبية كبيرة من قبل كل ايت عبد الله ،ودكانه لم يكن يخلو من شاي وخبز وزيت....
دون أن ننسى دكان" داموح نيت عدي" رحمه الله الذي شربنا فيه الشاي أكثر من مرة..وهناك دكاكين أخرى كثيرة مشهورة بتاي "تاحانوت نايتوفقير" و" تاحانوت نايت العسري" وغيرها كثير... ،
وبعد تناول وجبة الفطور كل ينصرف لقضاء حاجاته الشخصية .
2-
في سوق الخضر
بعد تناول وجبة الفطور يتوجه كل واحد لقضاء أغراضه الشخصية والعائلية وغالبا ما يبدأ الناس باقتناء الخضر والفواكه ،ويعتبر سو ق الخضر من أكثر المناطق رواجا وشعبية ، فهذا "كايت باها " وهذا "الحسن أوتيغرمان" وهذا "أكنسوس " وهذا "دامحمد أبرعوان "وغيرهم من الخضارة الكثيرين.. كم هو رائع مذاق تلك الخضر رغم بساطتها وقلة جودتها ...
أما دكان "سي موح" فقد اكتظ بالزبناء الذين يشترون زيتا ودقيقا وحليبا وغيره من المواد...
كم هو جميل أن تمر من ذلك المكان البسيط فتلتقي بالاصدقاء من كل الدواوير ..
فهؤلاء من" بوكوزول" والاخرون من "برور" وأولائك من "تيتكي" و"أفرني "و"زغنغين" و"ايتورغيس"....
3-جولة في أرجاء السوق
وبعد اقتناء كل الحاجيات وقبل وقت الغداء عند "بلمعلم" يفضل البعض تناول " الموندا" عند" ايت علوهمو"...
وانت جالس عند ايت "علو همو " يقابلك "الفندق" وقد اكتظ بالحمير والبغال التي هي وسيلة نقل للكثير من ايت عبد الله ،وان بدأت تقل في السنوات الاخيرة أمام انتشار وسائل النقل الحديثة كالسيارات والشاحنات وغيرها.....
وحين ننتقل للضفة الاخرى نجد بائعي الثمر وبلانطو وعمر نبلحاج وغيرهم...
لقد حان وقت شراء اللحم الكل يجري ليأخذ مكانه عند الجزار المفضل لديه فهذا "هماد" وهذا "الحاج الحسن أوباها"وهذا "أوتيغرمان"وهذا "أسكور"....
لم يبق لنا سوى اقتناء الخبز، كم كنا نحب خبز السوق ونحن صغار كم كانت رائحته شهية .
هانحن أمام فران سي موح الذي ازدحم بالزبناء ينتظرون دورهم للحصول على الخبز .
لم يبق لنا إلا أن نتناول الطاجين عند "بلمعلم" ونهيأ البهيمة "تاسردونت" وحمل مقتنياتنا إلى الدوار ونودع السوق حتى الأسبوع المقبل إن شاء الله.
ابراهيم صريح