" الشاي "
ودلالاته في الشعر الامازيغي
للشاي في الثقافة المغربية مكانة خاصة وحضور متميز باعتباره جزء من هذا التراث وأحد أركانه الأساسية ، فهو من الأطعمة والأشربة الأكثر حضورا في المجالس واللقاءات والخرجات ، ولا يكاد يخلو مجلس من المجالس من كؤوس الشاي ولا يحلو سمر إلا به ، فهو مصدر الإلهام والمعين على التفكير والمنشط للذاكرة ، بالإضافة إلى منافعه الصحية .
إن هذه القدسية التي يحظى بها هذا المشروب السحري جعلته حاضرا في الأشعار والأمثال والأحاجي وغيرها من الأقوال المأثورة ، سواء باسمه المباشر " أتاي " أو بأحد الرموز الدالة عليه مثل " الطبلة " الكسان " وغيرها .
ومما سمعت في هذا الاطار ، أنا ابراهيم صريح ، ما قاله الشاعر:
البراد ننكليز ليقامـت نتزنيت
أيان اسن اوتاي يتيد اعمرتن
ويقول كذلك :
الطبلة الجديد ولا الكســـــــان
اترسد البـــــــراد أوريك وتاي
أفوس بودبليــــــــج أتيتعمارن
إن لصناعة الشاي في الثقافة الامازيغية طقوس خاصة وعادات متميزة ، فلا بد من حضور " الطبلة الجديد " و" الكسان البلار " و " ليقامت نتزنيت " و " الفاخر د المجمر " ، غير أن هذه الأمور لا تكتمل إلا بوجود " انقيم وتاي " أو المعلم المتقن لصناعة الشاي ، وهذا الاخير لابد أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط ، يقول الشاعر الامازيغي :
اخيــحاضر البراد نميلي الكيسان
أعشاق وليتـــــيكان ييسان اوتاي
اقاند أتسكيـــدين ييلي خالكيــسان
الين الرشوق توانـــزا يحلو ووال
ثم يقول :
أعشاق دا يسكــيدين اتاي اسرسوت
احاضر نيت اللوز اسلين ولا تامنت
آح أمنشك اديكادا اخكا تسـويت أتاي
أتوزونت الحبابنك فرحن كولو سرك
ف " أنقيم " وتاي لابد أن يكون عاشقا للشاي ومتفننا في صناعته بارعا في الحديث وفي فنون القول ، جميل المظهر ، أنيق الثياب ، حتى يطرب بحديثه الحضور ، ويأسر بكؤوسه العقول .
والشاي كما قال الشاعر لا يحلو الا مع " اللوز اسيلين "
و" تامنت " وبحضور الأحباب والأصدقاء .
وقد نبهنا الشاعر الأمازيغي الى أن الشاي لا يحلو إلا بمياه
" تانوضفي " المطفية ، حيث يقول :
أتانوضفي لي خركلن ومان وتاي
أغاساد كا أكنرزمخ نوفا تاساروت
وفي سؤالنا للشاعر محمد اداسكو عن دلالات الشاي في الشعر الامازيغي قال : " الشاي يحمل أكثر من معنى وله دلالات متعددة بحسب السياقات ، فهو تارة يحمل معاني الحب ودلالاته وتارة يدل على الفرح والرضى والقبول ".
ونفس الجواب تلقيناه من الشاعر الشاب إبراهيم بوسته حين أشار الى أن الشاي من علامات الفرح بالآخر والاحتفاء به .
ومن الاقوال المأثورة التي سمعتها عن الشاي ما قالته احدى السيدات بدوار امزاور : " الكاس والكاس يبرد الغدايد فالراس "،
وما قاله أحد الشيوخ : " أتاي العشية خير من بقرا مشوية "
أما أجمل الأشعار فهي هذه الابيات :
أويييد أويييد الطبلة دالكيسان
ريخ آد عمرخ آتــــــــــــاي
الزين الا غيــــــــــــــــــــد
وكذلك :
أ الشيبا دليقامت اداك أور تالامت
أبو الطبــلة الجديد أمو تصاحامت
وتبقى للشاي منزلته ومكانته الرفيعة وسيبقى احد الشهود على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي عرف بها المجتمع المغربي عامة والامازيغي خاصة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشكر والتقدير للشاعرين محمد اداسكو وابراهيم بوسته على المعلومات والإشعار التي زودونا بها .
ــ محمد اداسكو: أنظام من قبيلة تافنكراشت ادوسكا
ـ أبراهيم بوستة أنظام من وكرماض قبيلة ايت عبد الله
بقلم ابراهيم صريح