البسيس
كم عشقناه في طفولتنا وتلذذنا به، انه هديه
الجدة، لا زالت رائحته الشهية تغازل أنوفنا وتسيل لعابنا، انه الجائزة الكبرى التي كنا نحلم بالحصول عليها في صغرنا.
انه ليس طبقا غذائيا ولكنه من “الشهيوات ” المميزة. لا زال لونه البني وشكله الدائري عالق بذاكرتنا. انه جزء من ذلك الماضي الجميل، لذلك أحببت أن أقدم هذ النوع من الأطعمة المميزة للقراء الكرام لعلي احيي ذكريات الأمس فيمن يعرفه واثير اهتمام من يجهله ليبحث عنه.
لقد كان البسيس الى زمن قريب أحسن ما يقدم للضيوف مع اللوز وهنريس والشاي ….
ويهيء بدقيق الشعير الذي يحمر اولا ثم يطحن فيصير ذا رائحة شهية يضاف اليه السمن البلدي “أودي” والعسل وقليل من الملح ويخلط جيدا ثم يترك حتى يتماسك يقطع الى اطراف صغيرة او تصنع منه كويرات صغيرة ويؤكل كما يخزن للمناسبات.
ومن المناسبات التي يقدم فيها البسيس ” ايام الحصاد” و”الدرس” كما يقدم في مناسبة العرس الامازيغي والعقيقة.
هذا هو البسيس الذي عرفناه قديما غير ان انواعا اخرى ظهرت في السنين الاخيرة وهي قريبة منه مثل “الزميطة” و”سليلو” وغيرها، ويعتبر البسيس اقدمها واعرقها.
ولا زال البسيس حاضرا في المطبخ الامازيغي شاهدا على اصالته وعظمته وروعته، ولا زالت الأسر الامازيغية تحضره وتربط به الماضي بالحاضر والمستقبل.