زغنغين أرض المقاومة
وعاصمة الفن
حين تغادر "سوق السبت ايت عبد الله" باتجاه أيغرم هناك يتراءى لك دوار زغنغين شامخا شموخ الأبطال واقفا وقوف الأشجار يروي حكايات الأجداد والأسلاف الذين سطروا أروع صفحات البطولة والشهامة .
وعلى الجانب الشرقي من زغنغين يبدو لك قبر البطل الشهيد " عبد الله زاكور" الذي قاد مقاومة ايت عبد الله ضد الاستعمار الفرنسي وبجانبه قبور العديد من رجال زغنغين الأبطال .
وحين تتجه نحو "ألكوض " تشم عبق التاريخ وينتابك إحساس غريب وجسدك يلامس أسوار تلك البيوت فتأخذك ذكريات تلك الأيام الخوالي ويسحرك جمال المكان فتتذكر أناسا خلدوا أسماءهم في سجل زغنغين .....
هناك في" الكوض "كانت تقام الاجتماعات زمن الاستعمار وهناك تتخذ القرارات الحاسمة انه القلب النابض لزغنغين وملتقى الطرق وعاصمته السياسية والفنية ....
وأنت تقترب من" ألكوض "تتردد في أذنيك تلك الأنغام الخالدة التي لازالت تلك الجدران تختزنها فتتذكر شعراء مروا من هناك أمثال "حماد الشفور" و"الحاج بلعيد ك ايت أوسيم "وغيرهم ...
كما تتردد اصداء أنغام "تلونت" الحاج لحسن او لحسن" و"بلعيد نايت لحس "و"برايم أوموح"
وأنغام "تيقرقاوين " ندا لحس نايت المودن رحمهم الله جميعا....
لقد شهد الكوض أروع رقصات أحواش فكان قبلة لكل عشاق هذا الفن الأصيل من كل المناطق ،حتى انك لا تستطيع أن تجد مكانا للجلوس خصوصا
يوم "الأربعاء أونموكار".
يكتظ المكان بالضيوف وترى أبناء زغنغين يسارعون للترحيب بالضيوف من أمزاور وامكرز واساكا والوس.... ، فهذه الورود ولحباقت وهذا اللوز والعطور والبارود ...
وهذه زغاريد النساء تتعالى تعبيرا عن إعجابهن بإحدى لوحات الرقص...
لقد أحببنا ، نحن أبناء امزاور وزغنغين ،ذلك المكان لأنه كان يجسد روح الوحدة والتضامن والتعايش برغم الاختلافات وبرغم التباينات إلا انه يجمعنا ويوحدنا يقربنا من بعضنا البعض .
كم كان رائعا ذلك المكان ،وكم كنت رائعة تلك الذكريات فرحم الله شهداء زغنغين وبارك في الأحياء .
والى اللقاء في الحلقة القادمة
بقلم إبراهيم صريح
مع الشكر والتقدير للصديق عبد الله تومعاز