أحواش بين الهواية والاحتراف
ـ 1 ـ " أكوال نتيوودشي ".
بقلم ابراهيم صريح
ظل فن احواش لعقود متميزا محافظا على اصالته وروعته يحاكي واقع الناس ، ويتغنى بهمومهم اليومية كما كان صحيفة اخبارهم ومنبرهم الحر الذي يخاطبون فيه بعضهم البعض ويخاكبون الاخرين بعبارات شعرية غاية في الروعة والجمال وبإيقاعات تحرك المشاعر والوجدان فتحرك الاغصان وتذهب الاحزان وتفرح الانسان في كل مكان وزمان......
كانت العفوية والتلقائية اهم صفات " ايت او حواش " ، لا طمع لديهم ولا اهداف مادية و لاسياسية ، همهم الوحيد ادخال الفرحة والبهجة على النفوس والترويح عليها ، يستوي في ذلك الصغير والكبير الرجال والنساء الاغنياء ةالفقراء ......
هكذا كان احواش وهكذا عرفناه ، أما اليوم فقد تغيرت الامور بشكل كبير مما يهدد هذا الفن الجميل ويفقده عفويته واصالته، وهذه التغيرات تكاد تلمس جميع الجوانب المرتبطة بهذا الفن بدء من الانسان (ايت أومارك ) والالات و صولا الى المتلقي ( المتفرجين ) ، فايت اومارك استهوتهم المادة مما غلب جانب الاقتصاد والربح لديهم على جانب الفن ، فلم يعد احواش هواية بل صار احترافا ومهنة ، وهذا ليس عيبا ولا ذنبا ، فمن حق الشعراء والفنانين الاستفادة المادية من ابداعاتهم ولا ما نع من ذلك .
انما المشكل في فينا نحن اهل القرى وجمعيات المجتمع المدني والغيورين على هذا الفن ، عندما فرطنا في تلك الطقوس اليومية التي كانت تشهدها القرى خصوصا في الصيف ، فبمجرد غروب الشمس تسمع دقات " تلونت " في الدوسور " وانرار " و"تابارازت " و"دوتكلويت "وغيرها من اسماء الاماكن التي كانت مخصصة لرقصة أحواش ، وترتفع الاهازيج فيتردد صداها في كل أرجاء القرى....
ولا أحد من الجيل القديم سينسى " تاسيلا المقراج " هذه الالة التي كانت الأداة الاولى لتعليم النقر على " تالونت " .
لقد كان "احواش نتيوودش " مدرسة تخرج منها العديد من الفنانين المولوعين بهذا الفن من الذكور والاناث ولما غابت هذه العادة بفعل عوامل كثيرة تراجع الاهتمام بهذا التراث الجميل وبدأنا نفقد تلك الايقاعات و الاهازيج التي اختلطت بدمائنا وصارت جزء لا يتجزأ منا .