من ذكريات الطفولة الجميلة ...
لا يختلف اثنان في أن أيام الطفولة تعتبر من اسعد الأيام وأجملها ، لا هم ولا مسؤولية ولا مشاكل ، كم هي رائعة تلك الأيام الخوالي رغم بساطتها ورغم الفقر والحاجة ، ورغم الجوع والحرمان ورغم البؤس والشقاء ..
في هذا البحث سنحاول ،انشاء الله ، ان نسترجع بعض تلك الذكريات الجميلة و تلك اللحظات السعيدة ، وسنتقاسمها مع أصدقائنا وزملائنا فاتحين النقاش حول بعض هذه الذكريات .
وسنخصص الحلقة الاولى للحديث عن ألعاب أيام زمان ، تلك الألعاب التي ملأت معظم أوقاتنا وتسلينا بها واليوم نتذكرها بحسرة وألم لأنها تذكرنا بالزمن الجميل .
1 ـ لعبة التجارة والمال : ( البيعوشرا )
كم كنا نحب أن نتقمص دور البائع والمشتري ، كان البائع يتخذ كم الحجارة دكانا له يعرض فيه علب السردين القديمة والأحذية البالية و أغلفة الحلوى وخبزا من حجارة مدورة ، أما النقود فكانت تتخذ من قعر الكؤوس المكسرة وهي من فئة مائة درهم و أوراق علب الشاي الفارغة حيث توجد النجمة وهذه من فئة عشر دراهم ، أما غلا قات زجاجات المشروبات فهي عبارة عن القطع المعدنية "الدرهم ـ الريال ".
لم يكن همنا أن نكون تجارا أو زبائن بقدر ما كان همنا المتعة والسعادة ، كل واحد يتقن دوره ويتقمصه بشكل رائع ، فتقع أحيانا مناوشات بين بعض التجار و بعض الزبناء وقد يتدخل طرف أخر يتقمص دور المخزني ...
كان الأطفال يعيشون تجربة الكبار وكأنهم يهيئون أنفسهم للتجارة ، و كانت تلك اللعبة بمثابة مدرسة للتجارة بمعناها اليوم يتخرج منها هؤلاء الأطفال الذين سيلجون قريبا سوق الشغل ....
كانت أسواق الطفولة " ببيمزيين " وألكوض " ودوكادير " و"أكركم " تعج بالحركة والنشاط والسعادة، لا غش فيها ولا احتكار ، انه عالم الطفولة الجميل الحافل بالبراءة والصفاء .....
ابراهيم صريح